هناك حاجة إلى نشر الوعي على نطاق أوسع بسكري الشباب في بداية سن النضج، حتى يحصل المرضى على أفضل علاج وإدارة ممكنَين للمرض.
الحاجة إلى اختبار محسَّن لمرض السكري الوراثي
تاريخ النشر27/01/2022
هناك حاجة إلى ن ر الوعي على نطاق أوسع بالأشكال النادرة الموروثة من مرض السكري في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حتى يحصل المرضى ع ى أفضل ع اج متاح، وفقاً لباحثن في أحد المراكز التابعة لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي.
يقول خبراء من معهد دسمان للسكري في مدينة الكويت إن الأشخاص المصابن بداء سكري الشباب في مرحلة النضج – Maturity onset Diabetes of the Young )اختصارا:ً السكري MODY ( غالبا ما يشخَّصون خطأ؛ لأن عددا كبيرا من الأطباء لا يدركون الاختلاف بينه وبن الأشكال الأكثر شيوعا للمرض.
السكري MODY هو شكل نادر وغر معروف من داء السكري مقارنةً بمرض السكري من النوع الأول والنوع الثاني الأكثر شيوعا.ً إنه مرض وراثي وقد ينتشر في كثير من الأحيان بين أفراد العائ ات، ويظهر عادة في سن مبكرة.
في رسالة نُ رت في دورية The Lancet Diabetes & Endocrinology ، دعا البروفيسور فهد الم ا وزم اؤه إلى تعزيز الوعي بهذا النوع من السكري، وزيادة الاختبارات الجينية لهذه الحالة في الكويت.
تُعَد دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من أع ى دول العالم في معدلات الإصابة بالسكري. ففي الكويت يعاني واحد من كل سبعة بالغن هذه الحالة، وقد تضاعف تشخيص مرض السكري من النوع الأول لدى الأطفال منذ تسعينات القرن العشرين.
وعلى خلاف داء السكري من النوعين الأول والثاني، فإن السكري MODY هو مرض “أحادي الجن”– أي إنه ناجم عن طفرة في جن واحد. فإذا كان أحد الوالدين مصابا بإحدى الطفرات الجينية المسبِّبة له، يكون أطفاله معرضين بنسبة 50 % لأن يرثوا الحالة.
ونظرا لأن المرض نادر جدا وأعراضه مشابهة لأعراض النوعن الأول والثاني من مرض السكري، يخطئ الأطباء في كثر من الأحيان في تشخيصه ع ى أنه أحد الشكلين الأك ر شيوعا للمرض. لكن هذه الحالة تتطلب علاجا مختلفا.ً فمعظم المصابين به، على سبيل المثال، لا يحتاجون إلى الأنسولين أو يتطلبون فقط جرعات صغرة منه. ويعالج هذا النوع من السكري عادة من خ ال إدخال تغيرات على نمط الحياة وإنقاص الوزن وتناول أدوية عن طريق الفم.
تقول الدكتورة حصة الكندري، رئيسة قسم الصحة العامة في معهد دسمان للسكري: “من المهم زيادة الوعي بالأشكال أحادية الجين من المرض لضمان إحالة المرضى إلى الاختبار الجيي ح ى يحصلوا ع ى الإدارة والع اج المناسبين” لحالتهم.
كما يعي التشخيص الصحيح أنه يمكن إدارة المضاعفات المصاحبة ع ى نحو أفضل. إن أحد أشكال السكري MODY ، المسُمَّى – HNF1 beta ، يرتبط على سبيل المثال بظهور مشكلات في الكلى وتشوهات في الرحم وداء النقرس.
يسمح الاختبار الجيني أيضا بتحسن إدارة الحالة لدى الأقارب الذين ربما لا يدركون أن لديهم السكري MODY . وقد يكون الأطفال المولودون لأبوين من العائلة الممتدة نفسها أك ر عرضة للإصابة بأشكال وراثية من مرض السكري.
ما زال انتشار السكري MODY غر معروف في الكويت. وفي دراسة من المقرر نشرها في وقت لاحق من هذا العام، حدد الملا والكندري وزملاؤهما عدة أنواع من الحالة لدى 60 مريضا تشر أعراضهم إلى احتمال إصابتهم به. وهم يأملون إنشاءَ عيادة متخصصة للسكري MODY في معهد دسمان للسكري لتحسن تشخيص وإدارة وع اج هذه الحالة، ومعالجة هذه الفجوة في السيطرة على مرض السكري في الكويت.